مقالات ورأي

بشرى سارّة للعرب والمسلمين.. البقرات الحمراء الأربع تصل إلى القدس تمهيدا لبناء الهيكل.. وزغردي يافاطمة!

د. محمد أبو بكر

بشرى سارّة لكل العرب والمسلمين؛ من المغرب حتى أندونيسيا، مرورا بمصر والأردن والسعودية والخليج، فالبقرات الحمراء الأربع وصلت إلى مدينة القدس، تمهيدا للبدء في إجراءات بناء الهيكل.. لولولو لييييييش ! زغردي ياخديجة ويافاطمة !
طبعا ؛ لا أحد يقرأ، ولا يوجد من يهتم، فالموضوع الفلسطيني لم يعد يشغل الأنظمة العربية، فهي مشغولة بما هو أهمّ من القدس والأقصى وفلسطين، مشغولون بمهرجانات الغناء والرقص؛ من جرش وصولا إلى ليالي الرياض والترفيه السعودي، ومهرجانات الغردقة والقاهرة وعواصم أخرى تتنافس في جلب المطربين والمطربات وفرق الرقص المختلفة، ويسمّونها مهرجانات ثقافية، وهي أبعد ما تكون عن ذلك.
ما هي قصّة البقرات الحمراء؟ حكومة الإحتلال بدأت إجراءات جادة في التحضير لبناء الهيكل مكان قبة الصخرة، ومدير عام وزارة شؤون القدس هو الذي أشرف شخصيا على إحضار البقرات من الولايات المتحدة، تمهيدا لحرقها على جبل الزيتون في القدس، وهو الجبل المقابل للمسجد الأقصى، إيذانا ببدء الطقوس اللازمة لعملية بناء الهيكل.
إختيار الأبقار جرى بعناية فائقة، وبمواصفات تتطابق مع ما نصّت عليه الكتب اليهودية، وفي اللحظة التي يتم فيها ذرّ رماد البقرات على جبل الزيتون، سيكسر الحاجز الذي يمنع اليهود من اقتحام الأقصى والسيطرة عليه تماما.
مؤخرا أقام مستوطنون مهرجانا يحاكي حرق بقرة وبناء الهيكل، وما هي سوى أشهر معدودة تفصلنا عن عملية حرق الأبقار، والبدء الفعلي في بناء الهيكل، وهذا سيؤدي إلى سيطرة صهيونية كاملة على أكثر من سبعين بالمئة من مساحة المقدسات الإسلامية في القدس، بحيث يبقى للمسلمين فقط المسجد القبلي.
ad
والمخطط الصهيوني بات واضحا تماما، من خلال فرض السيادة الكاملة، وإلغاء الوصاية الأردنية، وطرد كافة موظفي الأوقاف، وحكومة اليمين الصهيوني تدرك تماما بأنها أمام فرصة تاريخية للقيام بذلك، فهي اليوم تتحكّم بمفاصل السلطة التنفيذية، وإجراءاتها القادمة باتت جاهزة للتنفيذ، وهي تعلم بأنّ العالم الإسلامي سيتّخذ نفس المواقف ؛ من حيث التنديد والشجب والعبارة الشهيرة.. تقويض حلّ الدولتين، التي يتفوّه بها أكثر من وزير خارجية عربي.
كل ما سبق؛ لا يهمّ الأنظمة العربية، فمعظمها متواطؤ مع الإحتلال واليمين الصهيوني، والكثير من الأنظمة العربية تمنّي النفس بالخلاص من القضية الفلسطينية، أو حتى شطبها من القواميس، لأن كل ما يعني هذه الأنظمة هو نجاح المهرجانات الغنائية الراقصة، وتشديد القوانين المكممة للأفواه، وحلب جيوب المواطنين، والتوسّع في بناء السجون، وإسكات كل صوت يصرخ ب.. لا !
كاتب فلسطيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى